الخميس، 15 ديسمبر 2011

لو هتشترى مصرى

لو عايز فعلا تشترى مصرى بكره بعيدا عن "خراء" عمرو اديب, يبقى اشترى من الشارع
افطر على عربية فول الصبح
اشترى الجرايد من اللى بيلفوا بيها
هات مكونات الغدا من سوق شعبى
اشرب شايك على قهوة عادية مش "كافية"
اشترى علبة منديل من سارة اللى بتلف على القهاوى
خد شوية سودانى لما تجيلك ست كبيرة تبيعلك على القهوة
حاول تركز فى وشوش الناس و الاماكن اللى بتشترى منها اى مستلزمات, ركز على الغلابة و متوسطى الحال, علشان هما دول شعب مصر يا مصرى

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

من فن ميدان التحرير الى فن الشعب


على مدار التاريخ الإنساني, و من قلب كل الثورات إلى اندلعت لتُغير هذا التاريخ, كان دائما الفن هناك, من قلب الثورة, و كما هو دائما الفن معبرا عن مشاعر الإنسان, كان الفن المولود داخل الثورة معبرا عن المشاعر الثورية لدى الثوار.

كانت للكلمات التي يلقيها شاعر هنا أو مغنى هناك وقع السحر على حماس و قلوب الثوار, و في الثورة المصرية كان الغناء اهم ما ميز هذا الفن المولود, كتب بداية رسميه لفن الثورة, و اسقط سنوات من الفن الهزيل و المترهل إلى الأبد.

كما كان "سيد درويش" هذا الشاب العشريني العبقري, يجلس و بيده عوده يغنى لثورة 1919, جلس شاب هنا و أخر هناك, يمسكان بعود يشبه كثيرا هذا الذي كان يحمله "سيد درويش" و لكن المفارقه هو أنهم أيضا كانوا يغنون أغاني سيد درويش, سيد درويش الذي عاش رغم انه مات و هو في الواحدة و الثلاثون من عمره, عاش ليتغنى بأغانيه شباب في ثوره أخرى بعد ما يقرب من مائة عام.

يبقى الفن الخالد, الذي عبر عن المشاعر الحقيقيه للمصريين حتى و لو مرت عليه السنوات, و لكنه و لأنه كان من قلوب المصريين و إلى قلوبهم يعودوا ليتغنوا به بعد مائة عام في ميدان التحرير, و بجانب التراث الفني المصري الغنى, ظهر في الميدان الكثيرين ممن جددوا لهذا الفن, وضعوا إبداعاتهم و التي اعتقد أنها ستعيش مائة عام أخرى بجانب أغاني سيد درويش, لأنها أيضا كما سيد درويش, خاطبت قلوب المصريين, هؤلاء الذين يعرفون الفن الهزيل المبتذل من الفن الصادق الذي يعبر عنهم.

كنا فى ميدان التحرير يجتمع الشباب في الليل من كل الأطياف السياسة و الخلفيات ألاجتماعيه المختلفه, لـ "يدندنوا" سويا أغانيهم التي أبدعوها من قلب الثوره, شخص يحمل عود و يحيط به مجموعه من الشباب يغنون بفرح شديد, مسرح صغير في طرف الميدان يقف عليه ثلاث أشخاص يحكون قصة الثوره في اغنيه راقصه, أبناء الثوره يغنون لها, و الثوره تستجيب.

الان هم يصولون و يجولون ربوع مصر يغنون هذه الأغاني على المسارح و في الندوات و جلسات السمر, و يصعد نجمهم بينما يهبط نجم هؤلاء الذين ملئوا الساحه الفنيه المصرية ضجيجا قبل الثوره, و شحنوها هزلا أسقطته الثوره, موقف معظم الفنانين المعروفين من الثوره المصريه في حينها, لم يكن أكثر رقيا من الفن الذي قدموه, فسهل هذا سقوطهم.

و من قلب الثوره إلى قلوب المصريين, و من قلب هذه المتلازمه الغريبه, من الفن يرتقى الوعي و الثقافه الشعبيه, و من الوعي و الثقافه الشعبيه ينبت الفن الحقيقي, تجد الان المصريين متلهفون على هذا النوع من الغناء, الغناء من الناس و إلى الناس, و لأن ألرأسماليه لا تتوقف عن العمل, قامت شركتان كبيرتان إحداهما للاتصالات و الأخرى للمياه الغازيه بالاستعانة بإثنان من هؤلاء الذين غنوا في الثورة و من اجلها, هي الثورة تفرض نفسها, و هي ألرأسماليه تتكيف.

يبقى لنا أن نفهم عمق الإحساس بالثورة لدى الفنانين الذين شاركوا فيها و حلموا بها و عملوا من اجلها, كيف سينعكس هذا على ما سيقدمونه من فن, فمصر التي لطالما كانت منارة الفن و الموسيقى في الشرق الأوسط بصدد تغير كبير في الساحه الفنيه.

 هناك أشخاص لم يعودوا مرغوبون من الناس, و هناك آخرون مطلوبون بشده, و هناك فن أصبح خاسرا ً بعد أن كان يجنى الكثير من الأرباح, و هناك أغاني أصبحت شعبيه بعدما كانت تغنى في جلسات لا يتعدى الحضور فيها 30 شخص كنتُ احدهم.

الخميس، 1 ديسمبر 2011

اختارت بعض الشعوب ان تقضى حياتها بين رأسماليين يسلبونهم اجسادهم و رجال دين يسلبونهم ارواحهم.



السبت، 8 أكتوبر 2011

الى الجحيم !

يتحدث و كأنه ليس من هؤلاء المصريين, الكل يتحدث عن المصريين و كأنه دنماركى ! ده كان من خدامين نظام مبارك ! كان اولى به ان يخرس الى الابد
اذا كان يكذب و هو يسمع الاغانى فهذا شأنه, و اذا كان يعتبر مصر من اشد اعدائه فليذهب الى الجحيم, و لكن لا شأن له بشرفاء مصر الذين يحملون رؤوسهم على اكتافهم طالبين الحريه, و لا شأن له بفقراء مصر الذين يتحملون سباب امثاله من المتنطعين و هم يبيتون فى البرد طلبا لحفنه قليله من الجنيهات ! !


الأحد، 4 سبتمبر 2011

ماذا حدث للثوره







ماذا حدث للثوره ؟! مندهشا صديقي سألني, ماذا حدث للثوره ؟ لماذا نشعر بخيبة الأمل تجاه الثوره التي ملأتنا فرحا لأيام, لماذا نشعر أن الثوره تعود إلى الخلف! متذكرا مرت الأحداث في ذاكرتي, بداية بأيام الميدان مرورا بالمليونيات و الاعتصامات, نهاية بسؤال صديقي لي, فقررت أن أجيب عن هذا السؤال هنا, و اكتب هذه الكلمات أضع فيها أمامك ماذا حدث للثوره, قراءه تخصني, ليست قراءه تاريخيه لتسعة أشهر, بقدر أنها قراءة ثوريه من عقل مصري كان يوما في الميدان.
فى البدء كان الالتحام, بين نشطاء هتفوا لسنوات وحيدين بدون الشعب, و بين الشعب الذي طفح به الكيل ذلا و فقرا, اجتمعوا سويا في لحظه نادره, حدث هذا التفاعل بين كل قوى الشعب و توحد المصريون في اذهى صورهم, اخرجوا أفضل ما لديهم, كان الشباب هم من يقودون, و كانوا هم أيضا من يقررون, و لم يكن لدى باقي الطوائف أي اعتراض على القيادة الشبابيه للثوره, على العكس كانوا يفخرون بهم.
ثمانية عشر يوما في ميدان التحرير يهتفون بسقوط النظام, و في النهاية رحل الطاغيه الذي حكم مصر ثلاثون عاما, و أوكل "هو" السلطه إلى المجلس العسكري, و عاد أفراد الشعب إلى منازلهم, بقي العمال أمام مصانعهم يطالبون بحقوقهم, و النشطاء في الميادين يطالبون بإسقاط النظام, كل أركان النظام الفاسد, لم يكن النظام رئيسا او وزيرا, النظام الفاسد الذي حكم مصر لعقود, كان الأمل في المجلس العسكري أن يطهر مصر من هذا النظام.
فجأة ظهر على السطح "استفتاء" طرحه المجلس العسكري, 8 مواد دستوريه لا تعنى الكثير, تضم ماده تتعرض لمسألة دينيه معقده, ثم أعلن المجلس العسكري على لسان بعض أعضاءه انه يؤيد الاستفتاء, و أن "نعم" للاستفتاء هي نعم للمجلس العسكري, لينعقد السجال لأيام, ينقسم الشعب فيها إلى إسلاميين و مؤيدين لهم, و آخرون ليسو إسلاميين و ليسوا مؤيدين لهم, انقسام سخيف أوقع الفرقة بين الشعب لأول مره منذ الثورة و استمر حتى هذه اللحظة يلقى بظلاله على كل ما يحدث في مصر, الانقسامات في السياسة مشروعه, و لكن هذا كان على وتر ديني, 8مواد دستوريه ألغيت ماده منها بعد أن وافق عليهم الشعب و وُضعوا ضمن 63 مادة أخرى لم يستفتى عليهم الشعب!.
لا يتخذ المجلس العسكري أي خطوات من شأنها إسقاط النظام, فتشتعل الميادين مره وراء الأخرى, حتى انه أعلن صراحة على لسان احد أعضائه أنهم لن يتخذوا أي إجراءات استثنائية, و ماذا تكون الثورة إلا حدثا استثنائيا, يحصل النشطاء على أحكام قضائية لحل "الحزب الحاكم السابق و المجلس المحلى و حل اتحاد العمال النقابي المزور" إذن الثورة تعبر أولا من القضاء, فماذا يفعل المجلس العسكري.
بدأ المجلس العسكري عن طريق أعضاءه التحرش بشباب الثورة, بداية كانوا يظهرون في البرامج -أعضاء المجلس العسكري- يتحدثون كثيرا عن أن الثورة ليست ثورة شباب, و لكنها ثورة شعب, و ظلوا يعيدون هذه الجملة مرارا و تكرارا دون سبب, في محاولة لسحب أي شرعية حصل عليها الشباب و الذين هم ممثلين في النشطاء الموجودون بالفعل في الشوارع يعترضون على أداء المجلس العسكري, و من "ثورة الشعب" يحصل المجلس على شرعيته, بينما من "ثورة الشباب" سيكون مصيره "يسقط يسقط حكم العسكر"
بذكاء لعبوا العسكر, هم يعرفون أن طوائف الشعب المتعددة اكتفت بسقوط مبارك, و تحتاج الى فتره لتخرج مره أخرى تهتف ضد المجلس العسكري الذي حافظ على نظام مبارك, هم يعرفون أن الشعب لا يرفضهم, و لكن الشباب " النشطاء" يرفضونهم, فبدأو بتشويههم و أوقعوا بينهم و بين الشعب, يظهر احد أهم أعضاءه -المجلس العسكري- يتهم حركتان من أهم الحركات السياسة بالحصول على أموال وتدريبات من الخارج, و يظهر سيناريو الخيانة و العمالة للسطح مره أخرى و كأن مبارك مازال يحتسى القهوة في شرفة القصر, و يرمَى بالشباب في السجن الحربي, كأن عقارب الساعة تعود للخلف.
في ظل تردى الوضع الاقتصادي تحت إدارة المجلس العسكري "الغريبه", و في ظل غياب الأمن - الذي أصبح و كأنه متعمد لمعاقبة المصريين على الثورة - و بعد حملات التشويه ضد شباب الثورة, و ظهور أصوات تقول أن الثوره "وجهة نظر" الثوره مخطط لها من الخارج و هناك أوراق تثبت ذلك "لا تظهر أبدا" و وسط كل هذا الضجيج كان لابد أن يفيض بالكثير من طوائف الشعب بالثورة, فهاهي الثوره التي خرجوا من اجلها أصبحت عبئا عليهم -أو هكذا يبدو-
سرق الثوره, احتفى بها, فرغها من مضمونها, أبقى على مكاسبه, حمى نفسه, أوقع بين الشعب و الثوار و ظهر في النهايه كبطل.
حكاية ثوره لم تكتمل, و في التاسع من سبتمبر قصه أخرى.

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

وجوه مصريه فى ميدان التحرير


 
تبدو الوجوه و كأنك تعرفها منذ زمن, ربما لأنها هي نفس الوجوه التي عشت معها أيام في نفس هذا المكان, أو ربما لأنها وجوه هؤلاء المصريون الذين يحلمون بحياة أفضل لك و لهم, هناك دائما هذا الشعور الذي ينتابك عندما تنظر في عيني احدهم و يبتسم لك فتبتسم له و يسرى في جسدك هذا الإحساس بالفخر, و كأنك تقول له نعم نحن نصنع التاريخ.
تجولت داخل الميدان و كأن عقارب الساعة تعيد دقاتها مره أخرى, كل خطوه أخطوها أتذكر معها لحظه من لحظات هذا الميدان الذي أمضيت فيه أجمل أيام عمري, من هنا تحررنا, و من هنا بدأنا مصر الجديدة, من هنا عدنا إلى منازلنا طامعين في حياه أفضل و مستقبل أكثر إشراقا, و لكن إلى هنا عدنا مره أخرى لأننا لم نشعر بأن هذا حدث, تحدثت مع بعض المعتصمين محاولا نقل وجة نظرهم, متى سيتركون الميدان, ما هو المطلب الذي إذا تحقق سيشعرون بالرضا عن ثورتهم.
أسامه عيسى, هو شخص نحيل له لحيه خفيفة مهذبه يتحدث بابتسامه دائمة, في الخامسة و العشرون من عمره, اقتحمت خيمته بينما يتناول الطعام مع احد رفاقه, طبق فول صغير يتشاركان فيه, أسامه كان في المعتقل و أفرج عنه أثناء الثورة.
"عايزين حق الشهداء" هكذا لخص أسامه مطلبه الأساسي, محاكمه الفاسدين و قتلة الثوار, و مجلس رئاسي مدني, و طلب أسامه أن تكون المحاكمة دوليه و بها قضاه من مختلف أنحاء العالم ليضمن نزاهة المحاكمة, و طلب على الأقل مليون جنيه لأسرة كل شهيد, علمت لاحقا انه ليس من أقارب أي من الشهداء و لكنهم "ماتو على ايده".
صلاح, كان يجلس وحيدا يتأمل بورقة كارتون في يده مرسوم عليها بشكل رقيق فتاه صغيره, يبدو متعب و يعتريه الإرهاق الشديد, ملابسه غير مهندمة و لحيته و شاربه غير مهذبين, لا يتكلم كثيرا و كانت جلسته وحيدا و طريقة حديثه تقول انه يبقى وحيدا معظم الوقت, سألت صلاح متى سيذهب إلى المنزل, أجابني باختصار عندما نختار رئيسا, رئيسا مدنيا يختاره الشعب فقط.
إيمان, تشعر بالحماس الشديد عندما تتحدث لها, هي متحمسة و بسحر تستطيع نقل هذا الحماس لك, عيناها تلمع و يمكنني أن أرى أحلاما ببلد أفضل فيهما, لخصت إيمان كل شيء في مطلب واحد, مجلس رئاسي مدني يدير المرحلة الانتقالية, و ليتنحى المجلس العسكري جانبا, لا يمكن تحقيق أي مطلب من المطالب إلا  إذا تنحى المجس العسكري جانبا و سلم السلطة لمجلس مدني يتكون من أبناء الثورة, أشخاص يؤمنون بها, لذلك تتبنى إيمان مبادرة, تجمع التوقيعات من المعتصمين بالميدان على توحيد المطالب في مطلب المجلس الرئاسي المدني و بالطبع أعطيتها توقيعي.
خالد, شخص هو من الوهلة الأولى مصري, هناك من تشعر و كأن قسمات وجههم هي ملامح بلد كاملة, هكذا هو خالد, مصري يحمل ابتسامة مصري, خالد يريد مجلس رئاسي مدني, هو الطريق الوحيد لتنفيذ باقي المطالب, لأن المجلس العسكري لا ينتوى تنفيذ المطالب بالشكل المطلوب, يسألني عن وجهة نظري لأنه سيدونها أيضا بمدونته, يضحك فيعيد في أذهاني هذا المصري, لا اعرف لماذا شعرت و كأني اعرفه منذ زمن.
مصطفى و محمد, كانا يقفان في منتصف الطريق يتابعان إحدى المنصات, اخبراني أنهم لا يبيتون في الميدان و لكنهم يسكنان قريبا منه و يأتون كل يوم ليتضامنوا مع المعتصمين, سينهون اعتصامهما عندما يحاكم قتلة الثوار, محمد أكد على أن سوء توزيع الأجور يمسه شخصيا و انه يريد موقفا محددا من هذه النقطة, ما الذي ستقدمه الثورة إذا لم ترسخ العدالة الاجتماعية !




الاثنين، 25 يوليو 2011

كلاكيت تانى مره - ميدان التحرير



 
يتساءل البعض عن هؤلاء الذين يعتصمون في ميدان التحرير, لماذا عادوا  الى هناك, و ماذا يريدون, الم يُحدثوا ثوره شهد لها العالم و انتصروا في النهاية على حاكم ديكتاتور, و اسقطوا نظام غاشم مستبد, لماذا يعتصم شباب في عمر الزهور منذ يوم 8 يوليو رافعين لافتات مكتوب عليها مطالبات ليست لهم وحدهم بل و بعضها ليس لهم فيها نصيب, لماذا يضرب أكثر من 10 أشخاص عن الطعام يزيدون يوما و ينقصون أخر مهددين بأنهم سيفقدون حياتهم هم إن لم يستمع احد لمطالبهم و التي هي في الحقيقة لا تخصهم.
الإجابة هي و ببساطه لأنهم يشعرون أنهم يفقدون ما انتزعوه غصبا من حرياتهم يوم 25 يناير, احد الشباب المصري كان يردد " احترس من فضلك الثورة ترجع إلى الخلف " و اعتقد أن هذه الجملة هي الإجابة عن كل هذه التساؤلات, الثورة تعود إلى الوراء, هناك من يفرغها من مضمونها, هناك من لا يريد الثورة و هو قابع هناك على رأس السلطة, و هؤلاء الشباب و اشعر بالفخر أنني انضم لهم كل يوم يحمون ثورتهم التي دفعوا كثيرا من دمائهم و أصدقائهم ثمنا لها, فماذا اكتسبوا منها حتى ألان !
نعم لقد تغير الوضع في مصر, و نعم لقد اهتزت كل نواحي الحياة في مصر في 18 يوما, و لكن ما كنا نتوقعه أن يحدث و برعاية القائمين على إدارة شئون البلد الآن لا يحدث, و أول هذه التوقعات كان محاسبة هؤلاء الذين قتلوا أكثر من ألف من الشباب المصري البريء السلمي الأعزل بدم بارد, و هؤلاء الذين أصابوا الآلاف و أحدثوا لهم عجز سيتذكرونه طوال حياتهم, سيتذكرون أنهم ضحوا من اجل هذا الوطن, و سيتذكرون أن من أصابهم بهذا العجز مازال طليق السراح يستمتع بحياته و ربما يصيب أحداً أخر بعجز أخر.
نعرف أن الثورات تحتاج إلى وقت, نعرف أن التغييرات الجذرية في الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية تحتاج إلى الكثير من الوقت حتى تكتمل و تظهر نتائجها, فالثورة الفرنسية استمرت سنوات حتى ظهرت نتائجها الايجابية و حتى استقرت الأوضاع بها, و لكن هناك خطوات لا تنطلق بدونها الثورات و على رأس هذه الخطوات هي محاسبة قتلة الشهداء, فطالما أن قتلة الشباب المصري طلقاء فلا حديث عن ثوره أو شيء من هذا القبيل, ربما هناك حديث واحد فقط و هو حديث عن تواطؤ ما!
لا يريد احد في مصر أن يحدث صراع بين فئتان إحداها إصلاحي و الأخر محافظ, أو إحداها متواطئ و الأخر ثوري, أو إحداها عسكري و الآخر مدني, لقد بدأ المعتصمين يفقدون بعض شعبيتهم لدى الأغلبية الصامتة من الشعب المصري, هناك من يضغط على الشعب المصري متلككاُ بهبوط الاقتصاد و غياب الأمن, و لكننا سنظل نطالب بحقوقنا كاملة و حقوق الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجلنا, فمن صنعوا نصف ثوره حفروا قبورهم بأيديهم. و الثورة التي لا يحكم بعدها الثوار تموت.
سأذهب للتحرير و سأظل اذهب إلى هناك حتى تكتمل ثورتنا, لن أساوم على دماء الشهداء و لن استسلم و اسلم الثورة لمن لا يؤمن بها, نحن لا نفهم متاهات السياسة و لا نريد أن نعرفها و لن نكون جزءا من ألاعيبها, نحن لا نفهم غير مطالبنا التي خرجنا من اجلها في الـ 25 من يناير الماضي, و لن نتنازل عنها جميعا.